(تمثال السعادة)
التاج الاخباري -رانيا ابو عليان – في فترةِ من فترات حياتك تحتاج أن تبني لأجلكَ تمثالاً للسعادة، نعم أنتَ تحتاجه!! – فاليأس كبير وحجم المحن أكبر، ونحن فقراء القلوب فلا نملك مخزوناً من الحُب عند الانكسار والحزن، لنستمد منه بعض الطاقة والود حين تُمحِل الدنيا فتوجعنا وتُوسعنا قهرا.
فقراء للحد الذي يلقينا على أسرة المرض في كل أزمة قد تمر على مكتملي العافية العاطفية مرور الكرام، فالهشاشة هي ما نحن عليه ونعيشه.
وهنا كان لا بد أن أقاوم.أقاوم كل ما يوغل ويُمعن في قلبي وجعاً وقهراً لأملك المسير في الدرب الطويل.
فبنيتُ للسعادةِ تمثالاً؛ بنيتُ تاريخاً وحياةً كاملة، وتفاصيل ساحرة كتلكَ التي أحب، وجعلت كل الأسقف وردية، والتفاصيل مُزهرة، وجعلتُ الورد والحب هنا وهناك.. لأستمر.
فقراء نحن يا الله….فقراء جداً ….فقراء للحد الذي يُبكي من يرى حالنا من شدة بؤسنا، فقراء ومحتاجون ليد العون، ولقلبٍ يُعين، ولأرواحٍ دافئةٍ تكترث ، تكترث فقط لأمرنا بلا ريبٍ وتردُد.
….بنيتُ تمثال السعادة بكل تركيبته المذهلة، تمامًا كما أحب!!…كما يُرضيني!!….مُتشبعاً بكل ما يحتاجه قلبي الهش من رأفةٍ ومشاعر، وكنت كلما قَست دُنياي وأبكتني خصومة الدهر ومن يحترفون الظلم واللامبالاة وبخل المشاعر والعطاء أتنفس عميقا بعد بكاءٍ غزيرٍ مرير، وأمسح دموعي وألتقط نَفساً جديداً وأنظر صوبَ “تمثال السعادة”، فأكمل الطريق.!!