التاج الاخباري- فاطمه معمرالقريوتي- الماء لا يتسرّب إلا عبر “الشّقوق المهملة” أو المصنوعة “- يبدو ان الحكومة ممثلة بوزارة الاعلام و هيئة الإعلام تبدع في صناعة الشقوق مع الجسم الاعلامي في البلد بتعديل القوانين و إضافة الرسوم و الغرامات على المواقع الإلكترونية و الإخبارية التي اصبحت واقعا مفروضا و بديلا عن الاعلام الرسمي المتمثل بالتلفزيون الرسمي و بعض الصحف المدعومة من الحكومة ؛ جل المواطنين يتلقون الاخبار السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و الفنية المحلية و الخارجية من هذه المواقع ، و كان الأولى على الحكومة الاهتمام بهذه المواقع و باقي سلطة الصحافة لتكون سلاحاً فعالاً قوياً تعينه في الدفاع عن الوطن في وجه الأخطار الداخلية و الخارجية ، لا ان تصنع منه خصماً و عدواً تخسر امكانياته و قدراته …

و ما يثير دهشتنا و ريبتنا عندما يكون الوزير و مدير هيئة الإعلام الذين يتصدرون مشهد الإعلام لا يحمل أَي منهم شهادة علمية في اختصاص الصحافة و الاعلام …
و ما يؤلم ايضا أَن مدير هيئة الإعلام قد وصل الى منصبه بمساعدة البث المباشر و وسائل التواصل الاجتماعي و المواقع الإلكترونية و هو الآن ينادي بتقييد و تعقيد التراخيص و فرض رسوم اضافية لم تكن موجودة عندما كان مواطناً و ناشطاً خالي من قوة المنصب ،
و كأن لسان حاله يقول انا وصلت لأهدافي و لن أَسمح لأحد آخر بالوصول لمنصبي باستعمال نفس الأدوات….
يبدو أَنهم لا يبحثون عن ديموقراطية حقيقية و ما يريدونها الا ( استبداقراطية ) ؛ ظاهرها ديموقراطي و باطنها إستبدادية لا تؤمن بحرية الرأي…
مع الصحافة في معركتها مع الحكومة و هيئة اعلامها نكون و نأمل أن يكون مجلس النواب في نفس الخندق …