مقالات

شتلات الأمل

التاج الإخباري

بقلم.فيصل الحمود المالك الصباح

والدي أيقنت خلال حياتك بالآثار الحميدة للأمل في حياة الناس فبثثتَه بينهم وعلمت جدواه في رتق نفوس اليائسين فداويتهم به وأدركت قيمته في حفظ إنسانية البشر التي فطرهم عليها العلي القدير فأعليت شأوه وقدّرتُ بعد رحيلك الذي مر عليه اثنان وعشرون صيفا قيمة تلك الرؤية ولإيمانك بالأمل في مغالبة الألم اعتدتَ غرس شتلاته في نفوس المحيطين بك دون كلل أو ملل ليكون تربة قيمٍ أخرى تعي حاجة البشر إليها في حلّهم وترحالهم ودورها في صلاح المجتمع محبة كل الناس كانت شغلك الشاغل فلم تتوقف يوما عن ترديد قول سيد الخلق مثلُ المؤمنين في تَوادِّهم وتَرَاحُمِهِم وتعاطُفِهِمْ مثلُ الجسَدِ إذا اشتكَى منْهُ عضوٌ تدَاعَى لَهُ سائِرُ الجسَدِ بالسَّهَرِ والْحُمَّى” لتحثّنا على المودة والتعاضد نبراسي ومعلمي كان لك في قوله صلى الله عليه وسلم أعْطُونِي رِدَائِي لو كانَ لي عَدَدُ هذِه العِضَاهِ نَعَمًا لَقَسَمْتُهُ بيْنَكُمْ ثُمَّ لا تَجِدُونِي بَخِيلًا ولَا كَذُوبًا ولَا جَبَانًا دلالة لحثنا على قيمة العطاء كم أطلتَ في شرح حديث الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لاَ يَظْلِمُهُ وَلاَ يُسْلِمُهُ وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِلتبقى إغاثة الملهوف نهجا نسير عليه ما حيينا استقيتَ من سير السلف الصالح الشواهد والعبر على التفاني والدأب تطيل في شرح معناهما تعطينا خلاصاتها لتقر في قلوبنا قبل أذهاننا ولا تتوانى في حثنا على التحلي بهما كيف لا وللعمل في قاموسك مكانته التي لم تخفَ علينا في يوم من الأيام فلم تتوقف عن ترديد قول المصطفى صلى الله عليه وسلم إن الله يحبُ إذا عملَ أحدكُم عملا أن يتقنهُ ليكون دليلنا لقصة نجاح منشود ننشد الباري أن يعيننا على بلوغه لنحقق المزيد من النفع للبلاد والعباد والدي وأستاذي ندرك بعد عقدين ونيف من وفاتك الحكمة في ترديدك قول رسول الله إذا مات ابنُ آدمَ انقطع عملُه إلا من ثلاثٍ صدقةٍ جاريةٍ أو علمٍ يُنتفَعُ به أو ولد صالح يدعو له ونطيل الدعاء لك بالرحمة والمغفرة داعين العلي القدير أن يرزقك الجنة ويسكنك مع عباده الصدّيقين أبي غادرتنا جسدا وظلت روحك بيننا تختزن الذاكرة فعلك وقولك تحثنا على مرضاة الله عز وجل تحفظ أقدامنا من الزلل ونظل على يقين ببقاء الأمل الذي زرعته فينا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى