متحف السيارات العتيقة في الدار البيضاء .. شغف رجل يحفظ تاريخ المغرب الميكانيكي

التاج الإخباري -
التاج الإخباري – هو شغف من نوع مختلف، يبدأ برحلة بحث شاقة عن سيارات نادرة ومهملة في الطرقات والمزارع البعيدة، قبل أن تلتقطها عين خبير يعرف كيف يزيل عنها غبار الزمن ليكشف تاريخها ويعيد إحياء قصصها. تلك هي حكاية متحف السيارات العتيقة في مدينة الدار البيضاء، حيث تتحدث كل سيارة معروضة فيه عن قصة تستحق أن تُروى.
في منطقة بوسكورة بضواحي الدار البيضاء، يقع نادي السيارات القديمة، والذي يضم متحفاً يختص بالسيارات العتيقة والنادرة، إلى جانب مجموعة من المقتنيات التي تأخذ الزائر إلى تفاصيل الماضي. ويوثق هذا المتحف مراحل تطور العربات في المغرب، ويقدم لمحة عن الشاحنات والمركبات التي شاركت في المسيرة الخضراء.
داخل هذا المتحف، يلتقي عبق الجلد الفاخر للسيارات القديمة برائحة الزيت والخشب والقماش الأنيق، في أجواء تُعيد إحياء حقبة السيارات الرياضية الكلاسيكية.
صاحب المتحف والرئيس الشرفي للاتحاد المغربي للسيارات الكلاسيكية، عبد الله العبدلاوي، قال في تصريح لـ "العربية نت" إن جمع السيارات القديمة شغف بدأ معه منذ الطفولة، مشيراً إلى أن المتحف هو تتويج لمسار حياة خصصها بالكامل لعالم السيارات.
وأضاف أن تجربته الطويلة في عالم السيارات الصناعية والرياضات الميكانيكية، وعضويته في النادي الملكي للسيارات، ألهمته لإنشاء معرض خاص بالسيارات العتيقة، خاصة وأن المغرب كان وجهة مبكرة لرياضة السيارات منذ عام 1913.
وأشار العبدلاوي إلى أن جزءاً كبيراً من السيارات الموجودة بالمتحف تم جمعه من ضيعات ومزارع، وكانت في حالة متدهورة، لكن بجهود الترميم في الورشات المختصة، أعيدت إلى حالتها الأصلية. ولفت إلى أن المتعة تكمن في لحظة إعادة تشغيل السيارة من جديد، ومشاركتها مع الجمهور بما تحمله من تاريخ وذكريات.
وأوضح أن أغلى سيارة في نظر هواة الجمع ليست بالضرورة الأغلى ثمناً في السوق أو في المزادات، بل هي الأغلى من حيث ارتباطها الشخصي والتاريخي. واستشهد بسيارة اشتراها بحوالي 50 دولاراً في أواخر السبعينات، واحتاجت 8 سنوات من العمل والترميم حتى أصبحت صالحة للاستخدام.
وأكد أن قيمة السيارات العتيقة تتحدد حسب الحقبة الزمنية والطلب في المزادات العالمية، حيث يمكن أن يبدأ ثمن سيارة بـ30 ألف يورو، لتباع لاحقاً بـ300 ألف، تبعاً لرغبة جامعي التحف.
وكشف العبدلاوي أن سيارة فيراري كانت مملوكة للملك الراحل محمد الخامس بيعت في مزاد بالولايات المتحدة مقابل 12 مليون يورو.