فنان سعودي يرسم بالماء ويحوّل الزوال إلى لحظة فنية خالدة

التاج الإخباري -
التاج الإخباري – قدّم الفنان السعودي فريد الرشيدي تجربة فنية فريدة من نوعها، حيث يستبدل الفرشاة والألوان بالماء كأداة للتعبير، مستندًا إلى الزوال كجزء من الجمال الفني وصف الرشيدي تجربته بأنها فن غير تقليدي ونادر، يستمد جاذبيته من بساطته وعمقه من زواله السريع.
أدوات بسيطة ورسالة عميقة
يعتمد الرشيدي في أعماله على أدوات بسيطة: منشفة صغيرة، ماء، وسطح غامق مثل الرخام أو اللوح الأسود. ويشرح أن التحكم في رطوبة الفوطة وسرعة الحركة يحدد شكل كل لوحة، التي تبدأ بالتبخر فور رسمها، ما يجعل كل لحظة حرجة وفريدة.
فن خارج المدارس التقليدية
لا يتبع هذا الفن أي مدارس فنية تقليدية، ويؤكد الرشيدي أن كل فنان يطور أسلوبه الذاتي من خلال التجربة والملاحظة. ويعتبر أن الماء ليس مجرد وسيلة، بل كائن يحمل رمزية الحياة والتغيير، مما يمنح كل عمل بُعدًا عاطفيًا وإنسانيًا عميقًا.
الزمن كعنصر فني وتحدٍ
يشير الرشيدي إلى أن الزمن هو التحدي الأكبر، فكل لوحة تبدأ في الاختفاء من لحظة رسمها، ما يتطلب تركيزًا ذهنيًا عاليًا. يرى أن تقبل الزوال جزء من جمالية التجربة، ويشبه ذلك بالتأمل العقلي والفني.
دهشة الجمهور ورسائل إنسانية
يلقى فن الرشيدي تفاعلًا كبيرًا من الجمهور، خاصة الأجانب، الذين يرونه مزيجًا بين الأداء والفن البصري. وعلى الرغم من زوال اللوحات، يرى الرشيدي أن الرسائل تبقى، إذ استخدم فنه للتعبير عن موضوعات مثل الهوية والبيئة وفناء الوقت.
من التأمل إلى الفن
بدأ الرشيدي تجربته برسم خطوط مائية عفوية على سطح غامق، ليفتح ذلك بابًا نحو نمط فني جديد. يستلهم أعماله من الحياة اليومية، الضوء، الظلال، والمشاعر اللحظية، ما يظهر في التكوينات الهندسية والتجريدية لبعض أعماله.
الفن السعودي في الساحة العالمية
يرى الرشيدي أن الفنانين السعوديين يحققون حضورًا عالميًا متزايدًا، لكنه يدعو إلى مزيد من الدعم، خاصة للفنانين الذين يعملون خارج الأطر التقليدية، ويؤكد على أهمية التجريب ونقل الخبرات للجيل الجديد.
رؤية مستقبلية
يطمح الرشيدي لتوسيع تجربته بدمج الرسم بالماء مع التقنيات الرقمية والواقع المعزز، مع الحفاظ على جوهر الفن القائم على اللحظة والزوال، مؤمنًا بأن بقاء الفن مشروط بتطوره المستمر.
العربية