الاعلامية رشا عصفور تكتب : الملك عبدالله من قلب أوروبا ضمير الإنسانية يصرخ من غزة

التاج الإخباري -
التاج الإخباري – بقلم: الاعلامية رشا عصفور
في لحظة مشحونة بالتحولات العالمية وقف جلالة الملك عبدالله الثاني اليوم أمام البرلمان الأوروبي في العاصمة البلجيكية بروكسل حاملاً في كلمته صوت الضمير العربي والإنساني موجهاً نداءً قوياً لوقف الانهيار الأخلاقي الذي يشهده العالم في ظل الجرائم المرتكبة بحق المدنيين في غزة
افتتح الملك خطابه بتحذير حاد من أن العالم يسير نحو فقدان بوصلته الأخلاقية مشيراً إلى أنّ ما يجري في غزة والضفة الغربية يمثل عاراً على إنسانية هذا العصر وقد شدّد على أن غضّ الطرف عن هذه المأساة لا يُضعف القوانين فقط بل يهدد مستقبل الأجيال
في خطاب حمل أبعاداً سياسية وروحية أكد الملك أنّ السلام الحقيقي لا يُفرض بالقوة بل يُبنى على العدالة والاحترام المتبادل داعياً أوروبا إلى أن تكون الصوت الذي يعيد التوازن الأخلاقي إلى العالم وأن لا تكتفي بدور المتفرّج
لم يغب عن خطاب جلالته الحديث عن القدس حيث شدّد على أهمية الحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي القائم مؤكداً دور الوصاية الهاشمية التي تضطلع بها المملكة في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية ومشدداً أن المساس بالمدينة المقدسة يقوّض أي أمل بالسلام
كما أشار جلالة الملك إلى الشراكة العميقة بين الأردن والاتحاد الأوروبي داعياً إلى مضاعفة الجهود المشتركة في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية وفي مقدّمتها قضية اللاجئين والتغير المناخي ومحاربة التطرف مؤكداً أن الأردن سيبقى ركيزة للاستقرار الإقليمي
ما ميّز خطاب جلالة الملك اليوم لم يكن فقط في لغته الحادة والواقعية بل في عمق الرسالة الأخلاقية التي حملها حيث تحوّل البرلمان الأوروبي إلى منبر عالمي لطرح سؤال جوهري إلى متى يستمر العالم في تجاهل المأساة الفلسطينية !!
خطاب الملك عبدالله اليوم لم يكن موقفاً سياسياً فحسب بل كان صوتاً للحق نداءً من أجل العدالة وتحذيراً من عواقب السكوت عن الظلم لقد نجح جلالته في إعادة تعريف الدور الأخلاقي المطلوب من المجتمع الدولي ووضع الجميع أمام مسؤولياتهم الإنسانية قبل السياسية