تداعيات الحرب الإسرائيلية الإيرانية .. الاقتصاد في مهب التصعيد

التاج الإخباري -

التاج الإخباري - سيلينا العمري

قال المحلل الاقتصادي حسام عايش، إن التطورات الإقليمية المتسارعة لا سيما في ظل التصعيد المستمر بين إسرائيل وإيران، تشير إلى تداعيات اقتصادية جسيمة من المتوقع أن تلقي بظلالها على الحياة الاقتصادية في المنطقة وخاصة على دول الجوار كالأردن.

وتوقع عايش من خلال حديث له مع "التاج الإخباري"، أن قطاع الخدمات قد يتأثر بشكل مباشر وعلى وجه الخصوص القطاع السياحي؛ نتيجة توقف الرحلات الجوية أو إغلاق المعابر البرية أو حتى اضطراب الحركة العامة جراء غياب الاستقرار الإقليمي في ظل مخاوف من توسع الحرب ما قد يستدعي تدخلات أمريكية مباشرة ومن ثم ردود فعل من حلفاء إيران في المنطقة.

وبين أنه في حال ما تم استهداف المنشآت النووية الإيرانية خاصة المقامة تحت الأرض، فإن خطر التسرب الإشعاعي قد لا يقتصر على إيران فقط بل قد يصيب المنطقة برمتها متسببًا بكارثة بيئية وإنسانية غير مسبوقة.

وكشف عايش خلال حديثه مع "التاج" انه في حال وقوع مواجهة شاملة، قد تقوم إيران باستهداف حركة النقل في مضيق هرمز بينما قد تتكفل جماعة الحوثي بإغلاق باب المندب.

بينما قد تقوم الفصائل العراقية باستهداف المصالح البحرية في قناة السويس -إن توفرت لها القدرة-، لافتاً إلى أن التأثيرات قد تمتد لتصل إلى منشآت الغاز الإسرائيلية المتواجدة في البحر المتوسط الأمر الذي يؤدي إلى وقف إنتاج الغاز كما حصل بالفعل بعد تعليق ضخ الغاز إلى الأردن.

ووفق وزارة الطاقة الأردنية، فإن توقف إمدادات الغاز كلف المملكة ما بين 1.1 إلى 1.5 مليون دينار يوميًا ما يعني خسائر سنوية قد تصل إلى 600 مليون دينار وهي أرقام ثقيلة على اقتصاد يعاني من محدودية الموارد.

وأوضح عايش أن احتمالية ارتفاع أسعار النفط تزداد مع كل تصعيد جديد، إذ يُتوقع أن تقفز الاسعار إلى مستويات غير مسبوقة.

وتدور التقديرات الحالية بين 100 إلى 150 دولاراً للبرميل في حين حذر مسؤولون من سيناريوهات قد تدفع الأسعار إلى 200 أو حتى 300 دولار، وهو ما سيؤثر بشكل مباشر على الأردن من حيث ارتفاع تكاليف الطاقة وزيادة أسعار السلع الأساسية.

وأكد أن ارتفاع الأسعار المتوقع سيؤدي حتماً إلى تسارع معدلات التضخم، الأمر الذي من شأنه أن يمنع تخفيض أسعار الفائدة التي ينتظرها السوق منذ شهور، بل قد يفرض زيادتها مجدداً في حال استمرار التصعيد وتوسع تداعياته الاقتصادية وفق حديث المحلل عايش لـ"التاج".

وتابع، أن الأردن كان قد حقق نمواً في قطاع السياحة بنسبة تتراوح بين 15 إلى 17% في أول خمسة أشهر من العام الحالي، مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2014، قائلاً إن الموسم الصيفي كان يبشر بمزيد من النمو، إلا أن اندلاع الحرب الإسرائيلية الإيرانية جاء ليهدد هذا الانتعاش ما ينذر بخسائر كبيرة للقطاع.

ونوه عايش إلى أن الأردن يستورد ما قيمته 5 مليارات دولار سنويًا من المواد الغذائية وقد يؤدي إلى تعطل خطوط الشحن أو ارتفاع تكاليف التأمين البحري بالاضافة إلى احتمالية زيادة كبيرة في أسعار الغذاء وبالتالي مزيد من الضغوط على المستهلك الأردني.

وقال عايش إن تطورات الانفتاح في سوريا كانت بمثابة فرصة للأردن لتحسين الوضع الاقتصادي عبر زيادة التبادل التجاري، إلا أن الحرب الإسرائيلية الإيرانية وضعت كل ذلك في مهب الريح لتعيد المنطقة إلى مربع عدم الاستقرار ولتطرح السؤال مجددًا: إلى أين يتجه الشرق الأوسط في ظل هذا الجنون العسكري؟




مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى