خبير أمني لـ "التاج": طهران أمام سيناريو بيروت .. والوساطات تتسابق لكبح التصعيد

التاج الإخباري -
التاج الإخباري- غادة الخولي
أكد الخبير الاستراتيجي والأمني، اللواء الركن المتقاعد الدكتور عمر الرداد، أن احتمالات اندلاع مواجهة عسكرية بين إيران وإسرائيل لا تزال واردة، في ظل استمرار الضربات المتبادلة بين الجانبين، مع تصاعد ملحوظ في طبيعة الأهداف ومداها.
وأوضح الرداد، في تصريح لـ"التاج الإخباري"، أن الضربات المتبادلة بين الطرفين لم تعد تقتصر على الأهداف العسكرية، بل امتدت لتشمل منشآت اقتصادية ومخازن أسلحة وذخائر، بما فيها الطائرات المسيّرة والصواريخ، في محاولة إسرائيلية لتقويض البنية التحتية الإيرانية التي تُستخدم في تمويل وتسليح الحلفاء الإقليميين.
وأشار إلى أن إسرائيل انتقلت إلى مرحلة جديدة من التصعيد، تتبع فيها نهجاً مشابهاً لما استخدمته في غزة ولبنان واليمن، عبر توجيه رسائل تحذيرية للسكان المدنيين في طهران لإخلاء المناطق القريبة من المنشآت العسكرية والنووية والاقتصادية.
واعتبر أن هذه الخطوة قد تكون تمهيداً لتقسيم العاصمة الإيرانية إلى مربعات أمنية يتم إخلاؤها لاحقاً، على غرار ما حدث في الضاحية الجنوبية لبيروت ومحيط مطار بيروت، حين طُلب من المدنيين إخلاء مناطق سكنية قبيل استهدافها.
وأضاف أن إسرائيل تسعى، من خلال هذه الإجراءات، إلى إظهار عجز النظام الإيراني عن السيطرة على الأوضاع الداخلية.
وفي ما يخص جهود احتواء التصعيد، أشار الرداد إلى وجود مساعٍ دبلوماسية نشطة على عدة مستويات، موضحاً أن وساطات دولية متعددة تجري حالياً، أبرزها الوساطة الروسية، التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس، عقب مكالمة هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يُعتقد أنها شملت مقترحات تهدئة بين طهران وتل أبيب.
كما لفت إلى وجود وساطات عربية، على رأسها القطرية والعُمانية، التي تحاول التوصل إلى تهدئة بمشاركة أمريكية.
وكشف الرداد عن مُعطى جديد برز خلال الساعات الأخيرة، حيث أعلن الرئيس القبرصي عن تلقيه اتصالاً من القيادة الإيرانية تطلب فيه نقل رسالة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، دون الكشف عن تفاصيلها.
ورجّح اللواء الرداد بأن نجاح أي من هذه الوساطات في كسر حلقة التصعيد والردود المتبادلة قد يفتح الباب أمام مرحلة من التهدئة النسبية في الفترة المقبلة.