رسالة إلى عبدالباري عطوان: كرامة الدولة الأردنية لا تُمس وسجلها الوطني أكبر من تجنّي الأقلام

التاج الإخباري -

التاج الإخباري - بقلم: محمد علي الزعبي

في زمن اختلطت فيه المواقف بالمصالح، والحقائق بالأوهام، يُطل علينا عبدالباري عطوان بين الحين والآخر بهجومه المعتاد على الأردن، تارة بالتلميح، وأخرى بالتصريح، وكأنّ المملكة الهاشمية – التي عرفت دومًا بسياسة الحكمة والاعتدال – باتت ساحة سهلة للنيل منها وتشويه مواقفها الوطنية والقومية.

لسنا بحاجة لتقديم أوراق اعتماد أمام من اعتاد الاصطياد في الماء العكر، ولكن من واجبنا أن نُذكّر من خانته الموضوعية وتاهت بوصلته، أن الأردن بقيادته الهاشمية، وتاريخه النضالي، وثوابته القومية، لم يكن يومًا إلا سندًا للأشقاء، وصوتًا للحق، ودرعًا للأمن العربي، وأن محاولات التشويه والتشكيك لن تغيّر من حقيقة هذا الدور، ولا من وعي الشعب الأردني الذي لطالما فرز بين التحليل السياسي وبين التحريض الممنهج.

الأردن الذي احتضن القضية الفلسطينية منذ نكبتها، وفتح ذراعيه للاجئين، وواجه التحديات تلو الأخرى دون أن يساوم على ثوابته، لا يمكن أن يُختزل في مقالة أو تحليل منحاز. والملك عبدالله الثاني، الذي كرّس جلّ تحركاته من أجل القدس وفلسطين، لا يجوز أن يُساء إليه من وراء منابر اعتادت استغلال المنصات للخطابة على حساب الدول والشعوب.

نقول لعطوان وأمثاله: الأردن ليس جمهورية مزاجية تعيش على ردّات الفعل، بل دولة مؤسسات، تبني مواقفها على دراية دقيقة بمصالحها الوطنية ومصالح أمتها، ولا تتلقى دروسًا في الوطنية أو النضال من الخارج. فمَن أراد النصح فليأتِ بصدق، ومن أراد النيل فليعلم أن الأردن لا يُرهَب.

إن محاولات التشكيك المتكررة بمواقف الأردن، ليست سوى انعكاس لحالة من العجز السياسي والبصري تجاه مواقف وازنة تتّسم بالثبات والوضوح، خصوصًا في ظل صراعات إقليمية تتطلب صوتًا عاقلًا ومسؤولًا، لا طبولًا فارغة تصدح بالحقد والتأجيج.

إنّ كرامة الدولة الأردنية ليست مجالًا للمهاترات، وعلى الإعلام الأردني والعربي الحر أن يقف في وجه هذه الأصوات التي تعتاش على تأليب الرأي العام. ونطالب الجهات الرسمية باتخاذ خطوات واضحة تجاه من يتعمد الإساءة، حفاظًا على صورة الأردن ومكانته. كما ندعو لنقاش إعلامي عربي مسؤول، يعيد ضبط البوصلة نحو القضايا الحقيقية، بعيدًا عن منابر التحريض والاستعراض الشخصي.

الأردن كان وسيبقى، رغم كل العواصف، صوت العقل وثابت الموقف، فلا تُتعب نفسك يا عطوان، فإنك تخاطب وطنًا لا تهزه الرياح.




مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى