ما مصير حزب الله سياسيا بعد إعلان الجيش الإسرائيلي اغتيال حسن نصر الله؟

التاج الإخباري -
التاج الإخباري - بقلم: موفق الرياحنة
اغتيال حسن نصر الله، إذا حدث فعلا فإنه، سيشكل نقطة تحول تاريخية بالنسبة لحزب الله، لبنان، والمنطقة بأسرها.
ولتقديم تحليل أكثر عمقًا حول المصير السياسي لحزب الله بعد اغتيال زعيمه، يمكن تقسيم السيناريوهات إلى مستويات متعددة، تشمل الرد الفوري، التحولات السياسية الداخلية، الديناميات الإقليمية، والتداعيات الدولية.
فحزب الله لديه عقيدة تقوم على الرد على أي اغتيال لقياداته الكبيرة بقوة، خاصة أن إسرائيل كانت دائمًا الهدف الأبرز في صراعات الحزب.
لذا يمكن توقع رد عسكري قوي من حزب الله، سواء عبر إطلاق الصواريخ على إسرائيل أو القيام بعمليات نوعية ضد أهداف إسرائيلية داخل أو خارج الأراضي المحتلة.
هذا التصعيد قد يتطور إلى حرب واسعة بين حزب الله وإسرائيل، حيث يمتلك الحزب ترسانة صاروخية كبيرة.
ومع ذلك، فإن الحزب سيكون حذرًا من الدخول في حرب شاملة نظرًا لتأثيراتها الكارثية على لبنان الذي يعاني بالفعل من أزمات اقتصادية وسياسية حادة.
وإذا افترضنا جدلاً أن الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله قد تم اغتياله كما ذكر جيش الاحتلال الإسرائيلي إثر الضربة الجوية التي كما يدعي جيش الاحتلال أيضا أنه تم الإعداد لها مسبقاً وقد احتاجوا إلى 83 قنبلة تزن كل واحدة منها طناً على الضاحية الجنوبية ببيروت والتي تعتبر معقل حزب الله وقياداته بشكل مكثف ومباغت وهذا قد يقودنا أيضا إلى تصديق الرواية الإسرائيلية خصوصا أنه لم يصدر أي بيان من قيادة حزب الله يدحض هذه الرواية ولنفترض أيضا جدلا أنها حقيقة يجب التسليم بها فحزب الله هو تنظيم ذو هيكلية تنظيمية صارمة تعتمد على مبدأ القيادة الجماعية.
حسن نصر الله لعب دورًا رئيسيًا في توجيه الحزب منذ التسعينيات، لكنه ليس القائد الوحيد، وقد أعد الحزب على الأرجح خططًا لخلافة نصر الله في حال غيابه.
من المحتمل أن يتولى نعيم قاسم، نائب الأمين العام للحزب، القيادة مؤقتًا أو دائمًا، حيث إنه شخصية بارزة ويتمتع بخبرة سياسية وعسكرية كبيرة.
أيضًا قد يكون هناك صعود لشخصيات عسكرية بارزة داخل الحزب مثل قادة الجناح العسكري كـ مصطفى بدر الدين أو غيره.
يعتمد ذلك على الديناميات الداخلية للحزب وما إذا كان سيتم اختيار خليفة ذي توجه سياسي أو عسكري.
التحولات السياسية الداخلية في لبنان
حزب الله لاعب رئيسي في السياسة اللبنانية، وله تحالفات قوية مع أحزاب لبنانية أخرى، مثل حركة أمل والتيار الوطني الحر. اغتيال نصر الله قد يؤدي إلى اهتزاز هذه التحالفات أو إعادة ترتيبها، حيث يمكن أن تتراجع بعض القوى أو تصعد قوى جديدة.
في الداخل الشيعي، قد يشكل غياب نصر الله تحديًا على مستوى القيادة، لكنه لن يؤدي إلى انهيار الحزب بفضل الدعم الجماهيري الواسع داخل الطائفة الشيعية والبنية التحتية القوية التي يمتلكها الحزب.
لبنان، الذي يعاني من أزمة اقتصادية خانقة، قد يواجه تصعيدًا سياسيًا وأمنيًا أكبر، حيث أن اغتيال نصر الله قد يؤدي إلى تفاقم التوترات الطائفية بين الشيعة والسنة، خاصة مع وجود قوى سياسية لبنانية أخرى تعارض حزب الله بشدة مثل تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي.
أما على صعيد التأثير الإقليمي والدولي فحزب الله ليس لاعبًا محليًا فقط، بل هو أيضًا قوة إقليمية تعمل ضمن محور المقاومة الذي تقوده إيران. في حال اغتيال نصر الله، من المتوقع أن تتدخل إيران بشكل أكبر لتعزيز نفوذها في لبنان ودعم حزب الله عسكريًا وماليًا.
إيران قد ترى في اغتيال نصر الله تحديًا كبيرًا لنفوذها الإقليمي، وقد تختار الرد من خلال تكثيف دعمها لحزب الله أو حتى اتخاذ خطوات ضد المصالح الإسرائيلية في المنطقة عبر وكلاء آخرين مثل الميليشيات الشيعية في سوريا والعراق.
التحركات الدولية وتأثيرات المجتمع الدولي
المجتمع الدولي، وخاصة الولايات المتحدة والدول الأوروبية، سيولي أهمية كبيرة للتطورات التي تلي اغتيال نصر الله. الدول الغربية قد تدعو إلى ضبط النفس لمنع تفاقم الصراع في المنطقة. ومع ذلك، فإن إسرائيل قد تحصل على دعم دبلوماسي أكبر بعد مثل هذه العملية، وقد تُعطى مساحة أكبر للتحرك عسكريًا ضد حزب الله.
روسيا أيضًا تلعب دورًا في المعادلة الإقليمية نظرًا لتواجدها في سوريا ودعمها للنظام السوري، الذي يعتبر حليفًا لحزب الله. روسيا قد تسعى للتهدئة لتجنب أي زعزعة في التوازن العسكري في سوريا أو لتجنب تصعيد يضر بمصالحها في الشرق الأوسط.
النتائج بعيدة المدى
فعلى المدى البعيد، اغتيال حسن نصر الله قد يؤدي إلى تغيير في نهج حزب الله السياسي والعسكري. فمن الممكن أن يدفع الحزب إلى التحول نحو قيادة أكثر عسكرية، مما قد يزيد من وتيرة العمل العسكري على حساب النشاط السياسي الداخلي.
كما يمكن أن تشهد المرحلة المقبلة ميلًا أكبر نحو تشديد العلاقات مع إيران ومحاولة الحزب تعزيز قدراته العسكرية أكثر للتصدي لأي محاولات إسرائيلية لاستهدافه مجددًا.
في المحصلة، اغتيال حسن نصر الله لن يؤدي بالضرورة إلى انهيار حزب الله، لكنه سيضع الحزب والمنطقة أمام مرحلة جديدة من التوترات والصراعات التي قد تكون أكثر تعقيدًا وخطورة على المستوى الإقليمي والدولي.