التاج الإخباري -

التاج الإخباري - بقلم استشاري الصحة العامة والأوبئة جامعة ابن سينا للعلوم الطبية د.غازي شركس

حذرت منظمة الصحة العالمية مرارا بأن تفشي الاوبئة امر وارد وأطلقت على وباء محتمل قادم اسم X, ويتساءل الكثيرون اي وباء تقصد منظمة الصحة العالمية وهل هناك وباء محدد؟.

اليوم وقد صنفت منظمة الصحة العالمية مرض جدري القرود كأمر مقلق للصحة العامة ودعت الدول الى اتخاذ الاجراءات الوقائية المطلوبة والتعامل مع مرض جدري القرود كوباء محتمل فهل هو وباء X؟

للإجابة على هذا السؤال لنراجع معا الظروف التي دعت منظمة الصحة العالمية لاطلاق اسم X على وباء قد يحدث في أي لحظة فإن المنظمة انطلقت في تحذيرها من هذا الوباء من واقع ان العصر الحالي هو عصر الأوبئة وان هناك مسببات محتملة للأوبئة وابرزها الفيروسات مثل الانفلونزا ومتحورات كوفيد ١٩ وجدري القرود ولكن القائمة تطول وهناك عدد كبير من الميكروبات التي يمكن أن تحدث الأوبئة لذا فإن اطلاقها إسم X على الوباء القادم كناية على أن المسبب غير معروف وغير اكيد وان الصيغة التحذيرية تدل على أن الوباء قد يسببه ميكروب متوقع او غير متوقع كما ان التغير المناخي قد القى بوطأته على البيئة العامة فأصبحت اكثر تهيؤا لحدوث الأوبئة أضف إلى ذلك الحروب المستمرة في كثير من الأماكن وابرزها الحرب على غزة وما ادت اليه من تدمير للمنظومة الصحية كاملة ومنظومة الصحة العامة حتى أن امراضا كان مسيطرا عليها سابقا قد عادت للظهور مثل شلل الاطفال وهناك تهديد كبير بعودة الكوليرا وأمراض أخرى أن لم توقف الحرب ويتم تدارك الأمر وكذلك الحرب بين روسيا واوكرانيا وحروب في أماكن اخرى.

كما ان خلل منظومة التطعيم وتدني نسبها لأسباب مختلفة تمهد لعودة الأمراض التي تم السيطرة عليها عن طريق التطعيم.

ومن هذا الواقع فإن جميع الدول مدعوة الان لتقوية أنظمة الصحة العامة فيها وتعزيز عمل مراكز مكافحة الأوبئة للسيطرة على اي وباء محتمل ومنع وقوعه أن أمكن.

تبقى منظمة الصحة العالمية هي المرجع وتحذيراتها يجب أن تؤخذ بجدية تامة وقد أطلقت التحذير بشأن جدري القرود وعلى جميع الدول العمل بمقتضى هذا التحذير وجدير بالتذكير أن الأوبئة عابرة للحدود وتتطلب السيطرة عليها عمل دولي واقليمي منظم.

ان العمل للسيطرة على حدوث الأوبئة يتطلب معالجة حثيثة لتأثيرات التغير المناخي والحروب والعمل المتواصل لرفع نسب تلقي المطاعيم في البرامج الوطنية للتطعيم وتجهيز نظام للانذار المبكر والرصد المبكر للأمراض التي تسبب الأوبئة وهذا العمل يفترض ان يكون بالتشاركية بين وزارة الصحة والمركز الوطني لمكافحة الأوبئة ووزارة البيئة وكذلك وزارة الزراعة حيث أن هناك أمراض مشتركة بين الإنسان والحيوان وهذا النهج في مكافحة الأمراض هو ما يسمى بنهج الصحة الواحدة.