ما بين الامس واليوم تغيرت الروايات والمراهقة السياسية تسيء لأكبر حزب

التاج الإخباري -

التاج الإخباري - محرر الشؤون السياسية

لم يكن ذلك المنشور الذي قام بنشره أحد شباب أكبر الأحزاب الوطنية منشوراً عادياً حينما اتهم فيه حزبه ببيع المقعد الشبابي في الحزب تحت بند التبرع الحزبي وما كال به من حديث لقيادات حزبه لأنهم يحاولون كما قال في منشوره بيع المقاعد المضمون نجاحها في البرلمان القادم كون أن الحزب يعتبر من أكبر الأحزاب الوطنية الجديدة وله حظوظ واسعة في حصد المقاعد الخمسة الأولى على الأقل في الانتخابات القادمة.

حديث تداوله المنافسين أكثر من المؤيدين لهذا الحزب وتناقله أعداء التحديث السياسي على أنه دليل قاطع بأن العملية السياسية التي تحدث في المملكة ونشهدها حالياً هي عملية مُخترقة بالمال ولا مكان لمن لا مال لديه في أن يحضى بفرصة تمثيل حزبه في البرلمان القادم على القوائم الوطنية، و راح البعض يحلل ويقول بأن هذا الحديث ينطلي على الكثير من الأحزاب وأن هذا الأمر شائع بين من يقود تشكيل القوائم الحزبية في مختلف الأحزاب التي تدّعي بأنها تضمن الفوز في أكبر عدد من مقاعد القوائم العامة الـ٤١ التي تم تخصيصها للأحزاب السياسية.

لم يستمر الحديث في هذا الأمر بمنحى الاتهام بحسب، بل استدار صاحبه الشاب ١٨٠ درجة حينما نشر منشوراً آخراً على صفحته الشخصية يفيد بأن ما حصل هو سوء فهم لما تم نقاشه في أروقة الحزب وأنه يعتز بقيادة حزبه وينفي ما جاء في منشوره الأول حيث تم تحويل كاتبه بالفعل للإدعاء العام ويرافقه فيه أمين عام حزبه وشخص آخر من المعنيين في الحزب بتحريك من الهيئة المستقلة للإنتخاب التي لم ولن تتوانى عن رصد مثل هذه السلوكيات التي تؤثر فعلاً على العملية السياسية والحزبية التي طالب جلالة الملك بنجاحها وإنجاحها بكل السبل.

قد يستغرب البعض بأن الحديث قد تم تضخيمه وتناوله على أوسع نطاق ولكن كل كلمة تنطلق اليوم من شباب الأحزاب أو من السياسيين يجب أن تكون موزونة ومحسوب حسابها ألف مرة قبل نطقها أو كتابتها وذلك لأنها ستنتشر مثل النار بالهشيم ونحن نعلم هشاشة الرأي العام وتعطشه لكل حديث سلبي من أشخاص كان من المفترض أنهم دعاة إصلاح وتغيير وطني يطمحون لرسم سياسات الدولة ولأن يشاركوا في الحكومات القادمة التي سيتم تشكيلها وفق تفاهمات حزبية بكل تأكيد.

ختاماً، يجب على الجميع أن يعلم بأن المرحلة القامة تتطلب أن نكون أكثر إيجابية وأن لا نطعن بكل إجراء قد نسمعه ونحلله وفق فهمنا فقط وأن ننشره للرأي العام لأجل الاستعراض فقط، لأن ملتقطي الاشارات السلبية يعشقون بث الانتقاد وطعن خاصرة الوطن عند كل منعطف إيجابي وكل تجربة سياسية نطمح لإنجاحها، كما أن السردية الإيجابية يجب أن تكون سيدة المشهد لتعزيز الثقة في المنظومة الحزبية وليس نسفها بسبب أحاديث يتم فهمها بشكل مغلوط من أشخاص يُفترض فيهم بأنهم يفهمون أبجديات العمل السياسي والحزبي كونهم يرغبون في أن ينافسوا لحصد المقاعد وأن يحظون بعضوية المجلس النيابي الـ٢٠ الذي سيكون أول مجلس في المئوية الثانية من عمر دولتنا الأردنية.




مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى