أخبار الأردنتقارير التاج

“قصة الباص”.. رأي عام ركيك.. سائق يبحث عن التعاطف الوهمي وعقوبات قانونية قد تطاله

الراعي: تصرف سائق الباص يحمله مسؤولية قانونية
حملة لشراء باص جديد بدلاً من المحطم. 

التاج الإخباري – عدي صافي 

ضجّت موقع التواصل الاجتماعي أمس الثلاثاء بتداول مقطع فيديو لرحل يقوم بترك "باصه" يقع في وادٍ سحيق في مدينة الكرك. 

مالك الباص إدعى خلال فيديو مصور أن شرائه لكيلو ليمون كلّفه مخالفةً قيمتها ٤٠ ديناراً، مما ادى إلى اثارك غضبه واتخاذ قرار يقضي بالتخلص من مركبته الخاصة إلى الأبد. 

الفيديو الصادم لقيَ تعاطفاً وهجوماً في ذات الوقت من شرائح الجماهير المتابعة؛ حيث اعتبر البعض أنَّ ضيقَ الحال وصعوبة الأوضاع المعيشية أجبرت الناس على التصرف بهذه العقلية غير الواعية أو المنطقية، بينما قال آخرون إنَّ الشخص كان مخالفاً للقانون في أكثر من موضع مما يجعله في موقعٍ لا يستحق به التعاطف. 

مديرية الأمن العام أنهت الجدل وكشفت في بيانٍ صحفيٍ مفصل عن مجريات مخالفات مالك الباص، مبينين أنَّ المالك ارتكب عدة مخالفات للقانون مثل انتهاء ترخيص المركبة، تغيير لونها بلا بلاغ، وعدم حمل الاوراق الثبوتية، عدا عن اغلاق الطريق بشكل مخالف، مما دعا مواطنون لنشر منشورات تتحدث عن عدم اهلية الرجل نظرا لردّ فعله العنيف والخاطئ. 

ناقوس الخطر

الحادثة نبهت متتبعون للمشهد العام إلى أمر بالغٍ في الأهمية، ألا وهو الوضع المعيشي المتردي الذي باتت تعيش به شريحة من الأردنيين. 

وقال الصحفي سهم العبادي في منشور له عبر صفحته الشخصية على الفيسبوك: "أكيد أن ما قام به أخونا سائق الباص من تصرف بإلقاء الباص في أحد الوديان هو تصرف خاطئ ويلام عليه ولو كان ماله، والشرطي قام بتنفيذ القانون لا أكثر، لكن هذا مؤشر أن حال الناس المعيشي " مستوي " فلا قدرة لديهم حتى على ترخيص مركباتهم المتواضعة.
القادم ليس أفضل". 

تكاتفٌ مجتمعي لإحياء الباص

وبدأ مجموعة من النشطاء عبر مواقع التواصل الإجتماعي حملةً تهدف إلى بيع قطع الباص الذي تحطم في الوادِ، واضافة مبالغ مالية اضافية عليها من خلال تبرعات المواطنين، سعياً لشراء باص جديد للمواطن؛ حتى يعيل عائلته. 

وقال منفذو الحملة إنّ تصرف مالك الباص خاطئ بلا شك، مؤكدين أن القانون يسري على الجميع إلا أنَّ الأوضاع المادية الصعبة تتطلب زيادة التكاتف المجتمعي. 

ما هي عقوبة تحطيم مركبته الخاصة؟ 

أعلن المواطن الأردني الدكتور خالد العسود المحارب، عن تكفله بإصلاح مركبة المواطن الذي قام بإلقائها في واد سحيق في الكرك، إحتجاجًا على مخالفة سير. 

المحارب قال عبر منشور له في فيسبوك، "اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين، وقهر الرجال " رواه مسلم، بسم الله الرحمن الرحيم إلى ابن بلدي الاخ المواطن الكركي الذي لا اعرفه قد يقول البعض أنه غير محق بما قام فيه… ولكني أقول إنه لم يقم بهذا التصرف إلا من القهر.

 لهذا أنا على استعداد لتصليح الباص ليعود كما كان وافضل وتجديد ترخيصه وتجديد رخصة المواطن.. لا ارجو من ذلك إلا مرضاة الله عز وجل وارجو من يقرأ هذا تبليغ المواطن ليتواصل معي على الخاص والدال على الخير كفاعله.

المتخصص في القانون الجزائي الدكتور أشرف الراعي قال إنَّه وبدلالة الفقرة  2/467 من قانون العقوبات يقع على مالك الباص عدة عقوبات.

وبين الراعي في حديث له مع التاج الإخباري أنَّه يمكن أن يعاقب بالحبس حتى شهر أو بغرامة مقدارها مائتا دينار أو بكلتا هاتين العقوبتين من ارتكب أحد الأفعال المنصوص عليها في المادة (467)، عدا عن مخالفات قانون السير.‪

وأشار أن الأفعال تتخلص في من يقوم باحداث بلا داعٍ ضوضاء أو لغطاً على صورة تسلب راحة الأهلين، أو من يقوم برمي قصدا حجارة أو نحوها من الأجسام الصلبة أو بالأقذار السيارات والأبنية ومساكن الغير أو اسواره والجنائن والأحواض،أو من أفلت حيواناً مؤذياً أو اطلق مجنوناً كان في حراسته، مشيرا إلى أن من الضروري تحديد ما هية الأحواض وهل تشمل أحواض المنازل أم أحواض وحدائق عامة وهو أمر عائد للفقه والقضاء.

وتابع، يعاقب بتلك العقوبة كل من حث كلبه على مهاجمة المارة أو اللحاق بهم أو من لم يمسكه عن ذلك ولو لم يحدث اذى وضرراً.

وفي سياقٍ آخر اعتبر متخصصون أن قصة الباص والتكاتف والتعاطف الواسع الذي لقيه صاحب مقطع الفيديو من دون سماع رأي الأجهزة الأمنية وردها يثبت ضعف الرأي العام، مبينين أنه رأي عام يومي ويسير مع ما يحدث جلبة عبر المنصات دون الالتفات لقيمته أو حقيقته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى